الصراع الإعلامي "الإسرائيلي" الفلسطيني
علي سعيد عرفات
تشير الحرب الإعلامية إلى العمليات التي يتم
من خلالها نشر كافة المحتويات، البيانات، المعلومات والحقائق، بالإضافة إلى
الإشاعات، بحيث يتم عرض القضايا الإعلامية وذلك من جهة نظر واحدة، ومن ثمَّ الحصول
على الموافقة والتأييد أوالمعارضة حيالها، وبالتالي فإنَّ الحرب الإعلامية ازدادت
بتزايد انتشار الموضوعات العسكرية والسياسية، حيث سعت إلى استخدام مجموعة من
الاستراتيجيات التي تستعين بالتغطية الإعلامية، والحقائق الجزئية من أجل الوصول
إلى سياقات إعلامية محددة. حيث تعتبر الحرب الإعلامية من المفاهيم المعارضة لأهداف
الإعلام، حيث يسعى الإعلام بكافة أنواعه إلى عرض كافة وجهات النظر، حيث لا يكون
هناك تضليل في جزء أو أجزاء من الموضوع الإعلامي أو القضية المطروحة وعليه فإنَّ
الحرب الإعلامية تمر بمجموعة من المراحل منها:
الإعلام
مما لا شكّ فيه أنّ للإعلام تأثير واضح في
تسيير مجريات الأمور في الحياة العامة، فبعد أن تطورت التكنولوجيا أصبحت وسائل
الإعلام متوفرة في كلّ وقت وحين ولا يمكن لأي شخص أن يبتعد عن تأثيرها سواءً كانت
تلفازاً، أم مذياعاً، أم صحيفة، وقد تم إطلاق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل
الإعلام في المجتمعات نتيجة تأثيرها القوي في اتخاذ القرارات، فهي فعلياً لا تتخذ
القرار كما في السلطة التنفيذية، ولا تستطيع تشريع القوانين والأنظمة كما في
السلطة التشريعيّة، إلا أنّها من خلال تسيير وجهات النظر للمواطنين تضغط على بقيّة
السلطات للتشريع واتخاذ القرارات، ومن الأدوار التي لعبت فيها وسائل الإعلام دوراً
بارزاً في التأثير في الناس ما يسمى بالحرب الإعلامية.[1]
مفهوم الحرب الإعلاميّة
الحرب الإعلاميّة هي عبارة عن بث الأفكار،
والإشاعات، والمعلومات الخاطئة والمغلوطة وغير السويّة بين الناس من خلال
الفضائيات، والإذاعات، والإنترنت، والجرائد بهدف تغيير وجهات النظر وتسييرها
باتجاه ما هو مطلوب منها، وتحقيق التضليل الإعلامي، والتلاعب بالرأي، والوعي
العام، وسلوك المواطنين، وتعدّ الحرب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب نظراً
لتأثيرها في نفسيّة متلقي المعلومة وعمل غسيل دماغ لما يؤمن ويقتنع به مما يجعله
يغيّر الواقع اتباعاً لما تلقى وترسّخ في عقله، كما أنّها تعدّ حرباً باردة لا
يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها، وفي بعض الحالات لا يمكن معرفة المسؤول عنها، كما
تأتي الحرب الإعلاميّة مرافقة لبقية أنواع الحروب سواء كانت عسكريّة، أم
اقتصاديّة، أم سياسيّة، وقد تكون في حالة السلم بهدف فساد عقول الشباب والأمة،
ونشر الفوضى والإرباك بين صفوفهم.[2]
تعتبر الحرب الإعلامية
من المفاهيم المعارضة لأهداف الإعلام، حيث يسعى الإعلام بكافة أنواعه إلى عرض كافة
وجهات النظر، حيث لا يكون هناك تضليل في جزء أو أجزاء من الموضوع الإعلامي أو
القضية المطروحة وعليه فإنَّ الحرب الإعلامية تمر بمجموعة من المراحل منها:[3]
·
المرحلة التمهيدية: حيث يقصد بها المرحلة التي تسعى إلى إحداث نوع من التعريف
بالقلق المتزايد، والذي يتكّون حول ظاهرة معينة أو مجموعة من الظواهر، والتي قد
تشتمل على موضوعات تتعلق بالبطالة، الفقر، المجاعة، الفوضى في البلاد.
·
مرحلة التبرير: حيث يقصد بها المرحلة التي
تسعى إلى التبرير والإعلان عن الحالات الطارئة والتي لا بد من تناول وطرحها عبر
الوسائل الإعلامية، حيث تؤكد هذه المرحلة على ضرورة وجود حاجة ملحّة لاستخدام
القوة من أجل السيطرة على المواقف بأكملها.
·
مرحلة التنفيذ: حيث يقصد بها المرحلة التي
تساهم في حشد وتأييد العديد من الجماهير المستهدفة ومن ثمَّ العمل على حجب كافة
وجهات النظر المعارضة.
·
مرحلة التداعيات: حيث يقصد بها المرحلة التي
تسعى إلى تصوير الأوضاع فور عودتها إلى وضعها الطبيعي.
تستند الحرب الإعلامية
على مجموعة من الأسس والقواعد منها: [4]
·
نقص المعلومات، بالإضافة إلى عدم دقتها.
·
تيسير الجداول المتعلقة بالأعمال الإعلامية والدول ومن ثمَّ العمل على
وضعها في مسارها المحدد.
·
تضخيم المعلومات، حيث يتم الحصول على البيانات
والمعلومات من خلال التسريبات الإخبارية بالإضافة إلى التغطيات الإعلامية.
·
السماح الصحفي بإنشاء وخلق القصص الإخبارية والتي لا بد من أن تتلائم
والمعلومات المتاحة، حيث يتم نشرها فيما بعد.
·
ضرورة استغلال الرغبات الجماهيرية في تصديق
وتحديد السيناريوهات الإخبارية الأكثر فاعلية وتأثير في الجمهور المستهدف.
·
العمل على تعزيز المواقف والسلوكيات، والتي يتم من خلالها استخدام كافة
التعبيرات المتكررة والبسيطة، بالإضافة إلى التأثيرات العاطفية.
أُسس الحرب الإعلامية:
تتلخّص
العناصر الأساسية التي تقوم عليها الحرب الإعلامية في نقص المعلومات وعدم دقتها،
وتسيير جدول أعمال الدول في مسار محدد، وتضخيم المعلومات التي تمّ الحصول عليها
خلال التغطية الإعلامية والتسريبات الإخبارية، ثمّ السماح للصحفيين بتأليف القصص
بما يتلاءم مع المعلومات المتاحة ونشرها للعلن واستغلال رغبة الجماهير بتصديق أفضل
السيناريوهات عن أنفسهم وعمّا يحدث في بلادهم، إلى جانب تعزيز السلوكات والمواقف
القائمة باستخدام تعبيرات بسيطة ومتكررة وذات تأثير عاطفي على الجماهير، مثل:
الحرب على الإرهاب، ومحور الشر، وأسلحة الدمار الشامل، وحرب التحرير، وغيرها.[5]
الأسس التي يرتكز عليها الاعلام الصهيوني :[6]
1- أن دولة
إسرائيل لم تهزم مع العرب قط وهي دائما تنتصر
2- أن
"إسرائيل الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط
3- أن
"إسرائيل" متقدمة عسكريا وتكنولوجيا على الكثير من دول العالم
4- أن
"إسرائيل مستقلة باعتراف الأمم المتحدة ولها حق شرعي في الوجود
5- أن
"إسرائيل" حولت الصحراء الى جنة وانها تنشر السلام وانها تفضل التفاوض
المباشر مع الخصوم
6- أن اليهود
شعب الله المختار وانهم محاربون شجعان وانهم ضحايا للارهاب العالمي
7- لا تقوم إسرائيل بأي اعتداء على العرب إلا
للدفاع عن النفس أمام الإرهاب
8- الفلسطينيون يرفضون حل الدولتين لأنهم يريدون
إبادة إسرائيل.
الأسس التي يرتكز عليها الاعلام الفلسطيني:
1- أن الفلسطينين
هم أصحاب الأرض ولهم الحق في الدفاع عنها
2- الفلسطينين
ضحايا للارهاب الصهيوني
3- عدالة القضية: يتضمن
معتقدات الوجود الأصلي على الأرض باعتبار الفلسطينيين هم السكان الأصليون،
وبالتالي ضرورة إقامة دولة فلسطينية وعودة اللاجئين بإثباتات تاريخية واجتماعية
تشمل التأكيد على قدم التواجد العربي الفلسطيني ومظاهر الفولكلور الفلسطيني وإثبات ديمغرافي بأن أغلبية السكان قبل 1948
كانوا عربا فلسطينيين، والحق في تقرير المصير مقابل النظر إلى الإسرائيليين: غزاة،
مهاجرين غير شرعيين، وأن التواجد الإسرائيلي هو مجرد تواجد ظرفي وعابر مثل ما جرى
مع الفرس واليونان والرومان والصليبيين وحتى الأتراك، وأن القدس مدينة عربية قديمة
منذ العهد الكنعاني
أدوات الإعلام الإسرائيلي:
تعتبر الحرب النفسية هجومًا عدائيًا مبرمجا يستهدف التأثير على عقول
الأفراد ونفسياتهم ومعتقداتهم، عبر إثارة الإشاعات والبلاغات الكاذبة والدعايات
والفتن؛ بهدف غرس الخوف والتمزق في نفوسهم، وزعزعة ثقتهم بقياداتهم. وقد أصبح
بمقدور الحرب النفسية عبر التكنولوجيا المتطورة، أن تسلك أساليب علمية وذكية
للتأثير على نفسيات الأفراد والتشكيك بأفكارهم وقدراتهم.
خاضت إسرائيل عبر التلفزيون الإسرائيلي والإذاعة الإسرائيلية حربها
الإعلامية، عبر حملات دعائية نفسية للتأثير على الروح المعنوية والسياسية لأبناء
الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة، واستخدمت في سبيل ذلك أرقى أنواع
التكنولوجيا، وأساليب التمويه البالغ الدقة؛ فقد روجت لأسطورة "الجيش الذي لا
يقهر"، وبثت الإشاعات حول طريقة اغتيال وقتل القيادات لفلسطينية، واصفة
قواتها المنفذة بـ (السوبر).[7]
الإعلام الإسرائيلي الناطق باللغة العربية:
الإذاعة الإسرائيلية
الفضائية الإسرائيلية باللغة العربية
الإعلام التلفزيوني والإذاعي العبري
الصحافة الإسرائيلية (الإعلام المكتوب)
الصحافة الإلكترونية (ومنها ما هو ناطق بالعربية مثل صفحة المنسق والعبرية)
«المنسق» نموذجاً للإعلام المجتمعي
افتتح مسؤول الإدارة المدنية "الإسرائيلية"، أو ما يعرف في
إسرائيل بمنسق أعمال الحكومة، الميجر جنرال يؤاف مردخاي قبل نحو عام صفحات على
مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مباشرة مع الشعب الفلسطيني ملقياً عليهم محاضرات
أمنية، وباثا بيانات مختلفة، ومناديا إياهم بزيارة مباشرة لمكاتب الإدارة المدنية
من أجل الحصول على تصاريح جديدة، وإلغاء المنع الأمني، والتنقل بين الضفة وغزة
وإلى إسرائيل، في تجاوز واضح ومباشر لدور السلطة الفلسطينية.[8]
ومراجعة قصيرة لصفحة «المنسق» تظهر إلى أي حد تتدخل الإدارة المدنية في
حياة الفلسطينيين الذين يفترض أن السلطة تحكمهم.
في إحدى التغريدات يكتب مردخاي الذي يصفه البعض بأنه الحاكم الفعلي
للفلسطينيين حول الاستعدادات لرمضان، واعتماد إجراءات استثنائية من أجل المسلمين
وزيارتهم للأقصى وأقربائهم في إسرائيل، كما يعلن اتفاقات متعلقة بتطوير خدمات
البريد الفلسطيني وتنظيم قطاع الكهرباء، والمياه ناهيك عن إغلاق وفتح طرق رئيسية
وفرعية في الضفة الغربية، وفتح معابر وإغلاق أخرى وإدخال تسهيلات على حركة البضائع
والأفراد وإعطاء تصاريح وسحب أخرى وتحديد شروط التنقل إلى "إسرائيل" أو
غزة ومن غزة كذلك، إضافة إلى شروط تجديد البطاقات الممغنطة لتسهيل آلية العبور باعتماد
البصمة.
ويعتقد كثير من المراقبين أن "إسرائيل" تجهز لمرحلة ما بعد
السلطة الفلسطينية، عبر اختبار التعامل مباشرة مع الفلسطينيين، ودعا كتاب
إسرائيليون إلى ذلك، وحذر منه فلسطينيون وعزز من ذلك اعتراف المسؤولين الفلسطينيين
وبينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "إسرائيل" تحول السلطة إلى سلطة
بلا سلطة وأن هذا الوضع لا يمكن له أن يستمر.[9]
ومحاولات التأثير هذه على الفلسطينيين لا تتوقف عند ذلك. بل أنشأ الجيش
الإسرائيلي العام الماضي، وحدة تابعة لقسم «الإعلام الجديد» في الجيش، تعمل على
كتابة ونشر مضامين باللغة العربية تستهدف الفلسطينيين، وقال مردخاي
نفسه إن ملايين الشواقل استثمرت في هذه الوحدة.
أدوات الإعلام الفلسطيني:
1-
تلفزيون فلسطين التابع للسلطة الفلسطينية تتبعنى سياسة التفاوض والسلم وتتغاضى عن
الكثير من المناسبات الوطنية
2-
قناة الأقصى الفضائية وتتبع لحركة حماس يتهمها الاحتلال بالتحريض على تدمير اسرائيل
3-
قناة فلسطين اليوم وتتبع حركة الجاهد الإسلامي
4-
الإذاعات المحلية المتنوعة وتتبع عدة جهات
الاعلام المكتوب:
1-
صحية فلسطين
يقول القائمون على الصحيفة أن من أهدافهم نشر الوعي العام بالقضية
الفلسطينية خاصة والعربية عامة، وتطمح لأن تكون جسرًا بين مختلف الآراء والتوجهات
الفلسطينية انطلاقًا من النهج الوطني الفلسطيني المعتدل والديمقراطي لسياستها
التحريرية.[10]
2- صحيفة الأيام
3- صحيفة القدس
أول صحيفة فلسطينية سياسية يومية، تأسست عام 1951، توقفت وعاودت الصدور بعد
هزيمة 1967. صاحب امتياز الصحيفة محمد أبو الزلف، يوجد مقرها الرئيسي في مدينة
القدس، وتتراوح عدد صفحاتها من 16إلى 24 صفحة، وفي الغالب ما يكون العدد 24 صفحة.
وتوزع صحيفة القدس في جميع المناطق الفلسطينية وهي تصدر اليوم تحت مقص الرقيب
العسكري الإسرائيلي، الذي يمكن له أن يمنع نشر ما يشاء.[11]
الاعلام الالكتروني:
وفا للاعلام
وكالة شهاب للانباء
موقع وكالة معا الإخبارية
موقع تلفزون فلسطين
وظيفة الإعلام
الإسرائيلي:
·
بث الاختلاف الثقافي بين الإسرائيليين العرب، وأنهم (اليهود) يتجانسون
ثقافيا مع الغرب؛ كي يتقرب الغرب منهم.
·
إن الاختلافات الفكرية للمراسلين، يجب أن لا تقف
عائقا أمام الدفاع عن المشروع الصهيوني وتجسيد الدولة الصهيونية، وهو ما كان
لافتًا للنظر؛ حيث أنه لم يلحظ اختلاف جوهري بالمواقف بين المراسلين ذوي المشارب
الفكرية المختلفة، فيما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين.[12]
الأساطير التي يمررها الإعلام الإسرائيلي:
1. أسطورة ” القلعة المحاصرة” والعالم الذي
يقف ضد شعب إسرائيل: هذه الأسطورة بمختلف تنوعاتها تغرس في نفسية الأفراد
الإسرائيليين اليهود وفي الذاكرة الجماعية اليهودية بأنهم في خطر دائم وقائم، سببه
عداء الأغيار(غير اليهود) لشعب إسرائيل بالمصطلح التلمودي. وهي في الواقع تعكس
خبرة متراكمة لذاكر جماعية للجماعات اليهودية خصوصا يهود أوروبا الشرقية الذين
كانت لهم خبرة طويلة مع المذابح والاضطهادات المتكررة، ويعاد تعزيز هذه الأسطورة
بمجموعة من الأساطير التاريخية مثل أسطورة “الماسادا” أو القلعة اليهودية التي
حاصرها الرومان عام 70 م، بعد سقوط أورشليم حيث رفض المقاتلون اليهود الاستسلام
حسب الأسطورة و قاموا بانتحار جماعي، وفضلوا الانتحار على الوقوع أسرى بين أيدي
الرومان وهذه الأسطورة التي تطرح واقعة “الماسادا” بهذا الشكل، لها وظيفة تعزيز
الانتماء القومي وإحياء البطولة اليهودية التي ترفض الاستسلام للأغيار وتتجلى كذلك
أسطورة الخطر الدائم من خلال أسطرة وقائع “الهولوكوست” أو المحرقة النازية
باعتبارها حدث تاريخي جرى التهويل والمبالغة في أحداثها الفعلية، رغم أن بعض
المؤرخين الإسرائيليين ” المؤرخين الجدد” عمل على دحض هذه الأساطير التاريخية.[13]
2. أسطورة اللاسامية: باعتبارها ظاهرة ملازمة
للشتات اليهودي وأن اليهودي يظل مكروها خارج وطنه، لذا لابد للشعب اليهودي من وطن
أو ملجأ يحتمي به ويجعله يعيش مثل باقي الشعوب الأخرى، وهي أسطورة صهيونية تختزل
الواقع التاريخي لتواجد المجموعات اليهودية وتشوه الحقائق وتختصر الموقف من اليهود
في ثنائية إما مع أو ضد وتغفل الموقف الثالث : عدم الاكتراث باليهود، و تغفل
الأسباب الموضوعية التاريخية لكراهية اليهود المرتبط بظروف الحياة الاجتماعية
والاقتصادية لليهود وتمثيلهم لجماعات وظيفية تمتهن التجارة وبعض الحرف الخاصة
وتتحالف مع السلطات العليا في أي بلد تحل به. لذا فإن الكثير من المجموعات
اليهودية ظلت معرضة للاضطهاد كلما تبدل واقع السلطة وكانت ضحية للانتفاضات الشعبية
مثلما وقع في روسيا وأوكرانيا وبولونيا خلال القرن الثامن والتاسع عشر.[14]
3. أساطير الأرض: المجموعة الموالية من الأساطير
تتعلق بأسطورة ارض الميعاد وفلسطين كأرض قاحلة شبه خالية من السكان ومن أي شعب،
وهي أسطورة توراتية جرى تطويرها صهيونيا مع نشوء الحركة الصهيونية والأدب الصهيوني
الرومانسي، لتصبح الحركة الصهيونية حركة قومية علمانية ولكن على أسس إثنية ـ دينية
تستلهم الأساطير الدينية اليهودية وتعلمنها (جعلها علمانية)، فمثلا تم النظر إلى
التوراة ليس ككتاب سماوي وإنما كوثيقة تاريخية، والتقاليد الدينية تم النظر إليها
كفولكلور قومي حافظ على الشعب اليهودي من الذوبان.
4. أسطورة المنفى: والأسطورة الأخرى هي
أسطورة النفي القسري التي تعرض له اليهود من أرض فلسطين ( بالعبرية : جالوت)،
وتفيد الأسطورة بأن الشعب اليهودي تعرض للنفي القسري عن بلاده عبر فترتين من
التاريخ: الأولى في عهد الدولة البابلية الآشورية بقيادة نبوخذنصر حيث نفي
الإسرائيليون على بابل، والنفي الأخير تم في عهد الرومان وتم فيه تهديم الهيكل عام
70م. والحقيقة التاريخية تشير إلى انتشار كبير للجماعات اليهودية عبر كبرى مدن
البحر الأبيض المتوسط قبل هذا التاريخ بكثير ( الأسكندرية، أثينا، روما، …)، عبر
هجرات وتنقلات أملتها المصالح التجارية لليهود في ذلك العصر وتفيد هذه الأسطورة إعلاميا
في التحريض على الهجرة وإثبات شرعية الهجرة اليهودية إلى فلسطين و إقامة
المستوطنات بها على حساب السكان الأصليين.[15]
المصطلحات الموجهة والاستقطاب في الاعلام "الإسرائيلي"
يستخدم الإعلام الإسرائيلي، مصطلحات محددة، مثل رئيس السلطة الفلسطينية،
بدل الرئيس الفلسطيني، وجيش الدفاع بدل الجيش الإسرائيلي، ومناطق الحكم الذاتي بل
الضفة الغربية ويهودا والسامرة مقابل الضفة وأورشليم القدس على القدس، وحائط
المبكى بدل حائط البراق، وجبل الهيكل في إشارة إلى الأقصى، وإضافة إلى قنابل
موقوتة ومطاردين ومخربين في وصف المقاتلين ومواطنين في وصف المستوطنين، كما
يستخدمون تعبيرات جدار أمني في تبرير جدار الضم والتوسع، وأحياء وبلدات لتبرير
المستوطنات، والإدارة المدنية، بدلا من سلطات الاحتلال، والإحباط بدلا من القتل،
والإغلاق بدلا من منع حرية الحركة، وهذا كله من ضمن مئات المصطلحات المختارة
بعناية.[16]
ويتضح الاهتمام الكبير بالتأثير على المتلقي الفلسطيني والعربي من عدد
القنوات العربية التي تديرها إسرائيل على الرغم من معرفتها بقيام العشرات من
الصحافيين والمترجمين بمتابعة كل ما يصدر في الصحف وما يقوله التلفزيون وترجمته
للعربية.
ويوجد في إسرائيل إذاعة باللغة العربية، والفضائية الإسرائيلية الرسمية
التي تخصص ساعات بالعربية، وقناة فضائية ثانية أنشئت قبل أعوام وهي «آي 24»، إلى
جانب موقع المصدر المتخصص في طرح قضايا إسرائيلية لا يتناولها الإعلام الآخر،
وموقع «عرب تايمز أوف إسرائيل» الذي يبث تقارير معمقة كما أنها متحيزة للرواية
الإسرائيلية بشكل كبير.
ناهيك عن هذا كله، راح المتحدثون الرسميون والعسكريون كذلك في استقطاب عدد
أكبر من المتابعين من خلال إتقان اللغة العربية واستغلال ذلك عبر مواقع التواصل
الاجتماعي. وعمليا لا يوجد ناطق فلسطيني مثلا أو عربي يستطيع مجاراة الناطق باسم
الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الذي ينشط على مدار الساعة في تقديم معلومات
وفيديوهات ووجهات نظر بالعربية، ومثله الناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية
بنيامين نتنياهو، ورئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية بولي مردخاي المعروف باسم
«المنسق». إنهم لا يكتفون بالإعلام التقليدي.
معيقات الاعلام "الإسرائيلي" والفلسطيني:
التحديات التي تواجه الاعلام في فلسطين
1-
سياسة الاحتلال، وإجراءاته وقوانينه التي ما
زالت تعرقل وتعيق الصحافة ، فما زال الاحتلال يقتل الصحفيين ، ويعتقلهم ويصيبهم
ويمنعهم من السفر والتنقل بحجج واهية .
2-
غياب استقلالية وفعالية وقوة القضاء الفلسطيني
الذي هو الحامي والحارس لكافة الحريات والمدافع عن الحركة الصحفية أمام التغول
الرسمي والشعبي على الصحفيين، مما يدفع بالصحفيين نحو التراجع وعدم تأدية الرسالة
على الوجه الكامل.
3-
عدم تطبيق قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني
الذي صادق عليه رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات عام 1995 م رغم ما به من فجوات
ومكبلات إلا أن وجود قانون واضح من وجهة نظري أفضل من حالة اللاقانون ، إلا أن
الأمر لم يطبق مما جعل الصحفيين ومؤسساتهم وكأنهم في العراء والفلاء دون غطاء ولا
حماية ولا ناظم لعلاقاتهم المتشابكة والمتصارعة.
4-
ترهل المؤسسات الحكومية الإعلامية وغياب التخصص، وعدم التنسيق فيما بينها، ووجود حالة صراع خفي دفين ينم عن تنافس وليس
تكامل، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على مجمل الحركة الصحفية.
5-
ضعف نقابة الصحفيين والتي هي بمثابة بيتهم الكبير،
وملتقاهم وحافظة حقوقهم، ومدافعة عن طموحهم، فالنقابة تعاني من فقدانها لوحدتها
بين الضفة وغزة، وقانونها الناظم لها غير واضح ومحدد، وما زالت قوائم عضويتها
ممتلئة بمن لاحق لهم، ويعلم الصحفيون أن المشاكل التي تتدخل فيها النقابة هنا أو
هناك غير نابعة من قوة النقابة بالقدر ما هي نابعة من علاقات شخصية لبعض أعضاء
الهيئة الإدارية … فلنتصور أن جسما صحفيا ومؤسسات صحفية تعمل وهي تشعر أن نقابتها
ليست متمتعة بالقوة الكافية للدفاع عن الحقوق.[17]
6-
العاملون في الحقل الصحفي أنفسهم، فجزء منهم
امتهن الصحافة بواسطة ودون دراية ولا علم ولا خبرة، وجزء ثاني امتهنها للبطالة التي يعيشونها ، وثالث يلهث وراء الربح
غير المشروع بأي ثمن ، وورابع يقدم نفسه عيون لأجهزة الأمن ، وخامس مغلوب على أمره
… كل ذلك يعيق المهنة ، ويسئ لها ، ويفرغها من مضامينها ورسالتها السامية .
7-
ضعف المعدات ووسائل الاتصال وما تتعرض له من
تشويش واغلاق ومهاجمة من الاحتلال "الإسرائيلي"
التحديات الإعلامية في "إسرائيل"
1- التمزق
والتشرذم بين الأحزاب السياسية وما يتبعة من تشويه للسياسيين
2- الرقابة
العسكرية والتي تمنع نشر الاخبار الدقيقة
3- الرواية
الفلسطينية والتعاطف الدولي معها
4- الهجمات
السيبرانية التي تعطل عمل المحطات الفضائية
5- شك الجمهور
الإسرائيلي بالرواية الإعلامية الإسرائيلية وذلك لانها تبث اخبار غير موثوقة في
بعض الأحيان
قائمة المراجع
1- معهد الجزيرة للاعلام الإعلام سلاح الحرب
والسلام.. بين المبادئ المهنية والمسؤولية الاجتماعية
2- الحرب الإعلامية معهد الجزيرة للأبحاث
3- ما هو مفهوم الحرب الإعلامية لبنى مهدي إي
عربي
4- مفهوم الحرب الإعلامية سناء الدويكات
5- مجلة الشروق عبد الله السناوي أوهام وأساطير
إسرائيل الهرمة
6- الإعلام الإسرائيلي بنية، أدوات، أساليب عمل
وفا للاعلام
7- المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام
الفلسطينية
8- ما هي أهم وسائل الإعلام المؤثرة في الساحة
الفلسطينية؟ موقع ساسة
9- الإعلام الإسرائيلي بنية، أدوات، أساليب عمل
وفا للاعلام
10-
الإعلام الإسرائيلي... قوة التأثير وأنماط الاستقطاب-الشرق الأوسط
11-
الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام الأسطورة والإيتوس الصراعي
عبد القادر عبد العالي
12-
حسن محمد عبد الرحمن أبو حشيش معوقات العمل الصحفي في فلسطين
[1]
معهد الجزيرة للاعلام الإعلام سلاح الحرب والسلام.. بين
المبادئ المهنية والمسؤولية الاجتماعيةhttps://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1350
[2]
الحرب الإعلامية معهد الجزيرة للأبحاث https://cutt.us/mmV6d
[3] ما هو مفهوم الحرب الإعلامية لبنى مهدي إي
عربي https://cutt.us/5DkW6
[4]
ما هو مفهوم الحرب الإعلامية لبنى مهدي إي عربي https://cutt.us/5DkW6
[5]
مفهوم الحرب الإعلامية سناء الدويكات https://cutt.us/WYGHs
[6]
مجلة الشروق عبد الله السناوي أوهام وأساطير إسرائيل الهرمة https://cutt.us/k48sX
[7] الإعلام الإسرائيلي بنية، أدوات، أساليب عمل وفا للاعلام https://cutt.us/f2TEb
[8]
الإعلام الإسرائيلي...
قوة التأثير وأنماط الاستقطاب-الشرق الأوسط https://cutt.us/Y9Ok6
[9]
الإعلام الإسرائيلي...
قوة التأثير وأنماط الاستقطاب-الشرق الأوسط https://cutt.us/Y9Ok6
[10]
المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام الفلسطينية
[11]
ما هي أهم وسائل الإعلام المؤثرة في الساحة
الفلسطينية؟ موقع ساسة https://cutt.us/utTNF
[12]
الإعلام الإسرائيلي بنية، أدوات، أساليب عمل وفا للاعلام https://cutt.us/f2TEb
[13]
الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عبر وسائل
الإعلام الأسطورة والإيتوس الصراعي عبد القادر عبد العالي
[14]
الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عبر وسائل
الإعلام الأسطورة والإيتوس الصراعي عبد القادر عبد العالي
[15]
الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عبر وسائل
الإعلام الأسطورة والإيتوس الصراعي عبد القادر عبد العالي
[16]
الإعلام الإسرائيلي... قوة التأثير وأنماط
الاستقطاب-الشرق الأوسط https://cutt.us/Y9Ok6
[17]
حسن محمد
عبدالرحمن أبو حشيش معوقات العمل
الصحفي في فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق